بـــــســـم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تــــــــوفى ستيف جوبز عن عمر ينهاز 56 عاما بعد صراع مرير مع مرض السرطان الخبيث حيث كان يعانى من ورم سرطانى بالبنكرياس تم ازالته عام 2004 و لكن انتشر المرض الخبيث مره اخرى حتى فارق
الحياه يوم امس
نبذه عن والت موسبيرج
كاتب مشهور يتناول اخر اخبار التكنولوجيا و تقييم الجهزه الالكترونيه " له عمود مشهور فى جريده وال ستريت " و موقعه الشهير All Things Digital
هو من حاور ستيف و بيل عام 2007 و كتب مقال رائع عنه لينعى وفاته
مقال والت ستيف الذى اعرفه
The Steve Jobs I Knew
يف الذى اعرف كان عبقرى له تاثير جم على كثير من صانعى التكنولجويا و على ملايين البشر و الكل يعلم و يكن له ذلك منذ تنحيه عن منصبه كرئيس تنفيذى لشركه ابل اغسطس الماضى .. هو رمز تاريخى لا يقل اهميه عن توماس اديسون او هنيرى فورد فقد وضع القالب الرئيسى لما تعنيه الصناعه التكنولوجيه للكثير من الشركات الصناعيه و روئسائها
لقد فعل ما ينبغى فعله كرئيس تنفيذى . عين و الهم مبدعين ليس على المدى القريب بل على المدى البعيد .. قام بالعديد من المخاطرات و المرهنات . اصر على جوده المنتج لاسعاد الاخرين بل و لالهام المستخدم بان دائما هنالك افضل . ليس كنظيره من رؤساء شركات التكونولوجيا من شركات حساب الى او اتصالات و على الرغم من ذلك استطاع بيع منتجاته ذى الجوده التى لا تضاهى !!
ستيف دائما كان يطلق على نفسه انه يعيش بين تقاطع حقبتى التكتولوجيا و الفن الحر
لكن ستيف كان له جانبا اخر و هو الجانب الانسانى و كان لى الشرف لمشاهده هذا الجانب منه بحكم معرفتى به من خلال محاداث كانت تمضى لعده ساعات على مدى 14 عاما منذ عودته الى الشركه مره اخرى … فقد كان يشعر بانى معنى بالتكنولوجيا و لست مجرد صحفى فكان يشعر بالراحه اثناء تحدثه معى
حتى الان و بعد وفاته لن اخدش خصوصيه محادثتنا فقد ساسرد لكم بعد جوانبه الانسانيه التى عاصرتها معه و التى جعلتنى اعرف ستيف الانسان
المحادثه الهاتفيه
لم اكن اعرف ستيف حينها عندما انشأ ابل فلم اكن معنى بالتكنولوجيا و كنت قد قابلته مره فقط فى شركته لكن بعد ايام على عودته الى ابل عام 1997 اصبح يهاتفنى فى المنزل ايام الاحد و صار هذا منوالا لخمس او ست اسبايع متواليه و علمت بعدهل لما كان يهاتفنى … فكنت حينها صحفى مخضرم معنى بالتكنولوجيا و ارشح بعض منتجات ابل للمستخدمين لكن بعد تدهور الشركه كنت انصحهم بالابتعاد عن ابل و هو كان بصدد انعاش الشركه من ترنحها فكان بحاجه الى
لم ينتهى الامر الى تلك المحادثات بل اصبحت كالمارثون فتحولت الى 90 دقيقه للمحادثه و كانت محادثات جانبيه ليست للنشر و ساعتها عرفت ستيف الانسان فكان يحدثنى عن افكار ستغير مجرى التكنولوجيا و يحدثنى عن مدى سوء منتجات ابل حينها
حينها اصبحت زوجتى متضايقه من تلك المحادثات الطائله فى ايام العطله لكنى لم اكن متضايق على الاطلاق
بعد ذلك اضبح يحادثنى ليشكو لى من بعض المقالات عن منتجاته و فى الحقيقه كنت اتفق معه .. كنت ارشح منتجاته للمستخدم العادى و هذا ما كنت انتهجه فى عامودى بالجريده و كنت اعلم قبل المحادثه الهاتفيه اذا كان سيشكو لى حيث دائما كا يبدا بــ اهلا والت … انا لا اهاتفك لاشكو من عمود اليوم و لكن لى بعض الملاحظات اذا كان هذا ممكنا … فى اغلب الاحيان كنت لا اتفق معه على هذه الملاحظات على عامودى و لكن كان هذا على ما يرام معى
الاعلان عن المنتج
فى بعض الاحيان كان يدعونى لمشاهده منتج جديد قبل اعلانه للعالم .. لعله فعل ذلك ايضا مع بعض الصحفيين . كنا نجتمع فى حجره كبيره و مع قليل من المساعده البصريه لتقديم المنتج و كان يصر على الرغم من اننا لسنا بصدد اطلاق المنتج الجديد للعالم بل مجرد موتمر مصغر على تغطيه المنتج بقطعه قماش سوداء و بعد ذلك يزيل القطعه السوداء ليبهرنا بالمنتج كنت ارى فى عينه بريق يدل على الحماسه و نبره صوت تدلى على سعادته
مازلت اتذكر اليوم الذى عرض على فيه اول موديل من الاى بود عام 2001 ..كنت منبهرا حينها لارى شركه حاسب تتجه الى الموسيقى الرقميه ولكن قال لى حينها ابل ليست بشركه حاسابات .. ابل شركه رقميه معنيه بالتكنولوجيا بكل ضواحيها و كان هذا المنوال فى الاى فون و متجر الاى تيونز و موخرا الاى باد و الذى دعانى الى منزله لمشاهدته لانه كان مريضا جدا للذهاب الى مكتبه
الشرائح
لمعرفتى الشخصيه به .. الموتمر التكنولجى الوحيد الذى يحضره ستيف باستمرار و الذى كان لا يتحكم به كان موتمرنا كل شى رقمى حيث كان يحضره بدون اى ترتيتات او تدريبات لما سيقوله على المسرح مثل موتمر ابل و كانت شكواه الوحيده اننا لا نسمح بالشرائح البصريه حيث كانت اداته الرئيسيه للتقديم فسنه ما و قبل ساعه من ظهوره على المسرح اخبرت بانه يعد شرائح عده للاستعانه بها و على الرغم من تذكيرى له الاسبوع الماضى باننا لا نستخدم الشرائح البصريه فاصر عليها و هدد بالرحيل فذهبت له فى خلف المسرح فاصريت على انه لا يستطيع استخدمها فحينها قال لى حسنا و حضرنا على المسرح و كالعاده كان المتحدث الافضل لدى الجمهور
ماء مثلج فى الجحيم
فى موتمرنا الخامس وافق ستيف و نده الحميم بيل جيتس على الحضور للموتمر و كان اطول موتمر لهم على الاطلاق
يومها و قبل وصل جيتس قمت بعمل حوار مع ستيف و سالته ما رايك بكونك مطور برامج للويندوذ حيث برنامج اى تيونز يعمل على ملايين الحاسب الاى الذى يعمل بنظام تشغيل ويندوذ فقال لى ساخرا انه مثل اعطاء كوب من الماء المثلج لشخص فى الجحيم … بعدها وصل جيتس و علم بخصوص هذا التعليق و كنت قد نبهت على زميلتى المحاوره كارا على تجنب اى حدث بينها للحفاظ على الحوار كما هو منسق له و قبل الحوار قال جيتس لجوبز اذا انا الممثل الرسمى للجحيم فقام جوبز و وبدون ادنى تردد باعطاء بيل زجاجه مياه مثلجه كانت معه و فى تلك اللحظه زال التوتر بينهما و كان الموتمر منقطع النظير
المتفائل
لم يكن لى اى درايه كيف كان يتعامل ستيف مع فريقه فى ابل فى احلك الاوقات فى 97 و 98 عندما كانت الشركه على شفا الهاويه و كان عليه اللجئو الى ميكروسوفت للنجاه … بالتاكيد كان له جانب صلب للتعامل مع مثل هذه الظروف الحالكه فكان يتعامل بحسم مع العروض و الاتفاقيات الخاصه فى تلك الحقبه
لكن بمنتهى الامانه و بحكم محادثتنا العديده فالجانب الغالب عليه هو التفاؤل لابل وللعالم الرقمى اجمع .. حتى حينما كان يحدثنى عن صراعه مع شركات الموسيقى للسماح له ببيع اغانى رقميه بمتجر ابل اى تيونز و منفاسته الشرسه مع الشركات الاخرى كان دائما صبورا و متفائلا على المدى البعيد
اثناء محادثتى معه و اختلافى معه على بعض القرارات مع شركات الموسيقى و شبكات الجوال كان دائما يرد على بانه لا يتفق معى على هذا مفسرا كيف يرى العالم من وجهه نظره و مدى صعوبه عمله فى حقبه العالم الرقمى
كان هذا التفاؤل جليا عندما افتتح اول متجر لابل و كان بضواحى العاصمه واشنطون بالقرب من منزلى . عقد مؤتمرا صحفيا للمتجر و كنت هناك و شاهدته كاب فخور بمولوده الاول
حينها قلت له اتمنى ان يكون هنالك متاجر اخرى و اتمنى رؤيه خبره ابل فى هذا المجال فنظر الى على اننى مجننون و قالى لى سيكون هنالك العديد و العديد من المتاجر و انهم يعملون منذ عام فى مكان سرى على مثال لهذا المتجر فقلت له مداعبا و هل كنت تتاخد قررات صغيره مثل الواجه الزجاجيه و الالوان الخشبيه على الرغم من منصبك فقال طبعا!!
المسيره
بعد عمليه زراعه الكبد و عندما كان فى فتره النقاهه بمنزله فى باولو التو بكالفورنيا دعانى للمحادثه عن اخر اخبار التقنيه اثناء مرضه و بعد 3 ساعات دعانى لنسير بالقرب من الحديقه واصر على ذلك رغم مرضه و قلقى عليه
شرح لى مبررا بانه يسير يوميا و كل يوم يضع له هدف لمسافه ابعد و قال هدف اليوم السير حتى الحديقه المجاوره للجيران و بينما نحن نسير و نتحدث توقفنا فجاه و وجدته منهكا جدا و لا يبدوا على ما يرام فاالححت عليه للعوده و قلت له لا اريد ان اكون الشخص الذى ترك ستيف ليموت لانه لا يعلم الاسعفات الاوليه و قلت له تخيل العناوين بالجرائد فنظر لى ضاحكا و اكمل المسيره ووصلنا الى الحديقه و جلسنا على مقعد خشبى من جذع شجره لنتحدث عن الحياه و العائله و مرضنا فقد عانيت من قبل بازمه قلبيه و عاتبنى ستيف للاعتناء بصحتى
لم يمت ستيف فى ذلك اليوم و لكن الان قد ذهب صغيرا فى العمر و خساره للعالم اجمع
ستيف فى عيون احبائه
الوداع ستيف جوبز
